الأستاذة الأديبة فوزية شهاب...النص...الخرزة الحمراء...
الخرزة الحمراء
بعت سيارة زوجي بعد وفاته بأربعة شهور وجاء المشتري ليستلم السيارة ففتحتها وأخرجت أغراض زوجي من السيارة وسلمت السيارة للرجل وأخذت الأغراض ودخلت إلى بيتي وأخذت أفتش الأغراض فوجدت جزدان رجالي صغير فيه صورة لي ولطفلتي وخرزة حمراء فصعقت حين شاهدت الخرزة وأحسست بدوار وكاد يغمى علي
أهي تلك الخرزة التي أعرفها كما أعرف نفسي أنها تلك الخرزة التي سقطت من عقدي قبل زواجي بيومين منذ أكثر من ثمانية وعشرين عاما
كنت أنا وزوجي في مدينة إربد نشتري بعض الحاجيات الخاصة بيوم الزفاف فتعثرت وسقطت أرضا فأمسك بي ورفعني عن الأرض وهو يحتضني على صدره فعلق العقد بأزرار جاكيته وانفرط العقد وابتعدت وابتسامة خجلى على شفتي وضحك هو وأنثنى يلتقط حبات العقد فقلت له لا تتعب نفسك أنه مجرد اكسسوار لا أريده فأخذ خرزة كانت واسطة العقد ووضعها في جيبه فقلت لما وضعتها في جيبك فقال إنها ذكرى جميله
نعم هي تلك الخرزة
احتفظ بها أكثر من ثمانية وعشرون عاما رغم ما مر بعلاقتنا من مشاكل واحداث كادت تهوي بحياتنا الزوجية إلا أنه ظل يحتفظ بها ولم يذكرها لي يوما ولم يحدثني عنها ولم أراها معه حتى توفي
فعرفت أن الحب الحقيقي يدفن لكنه لا يموت
رحم الله زوجي واسكنه فسيح جناته
بقلم فوزية شهاب
من الاردن
تعليقات