أنا و الليل......بقلم الأستاذ و الشاعر صفوان القاضي


 "مُناجه/ أنا والليل"


في خاطري غُصةً تجتاحني 

تقتات أنفاسي غُصةُ الشجنِ

طيف الصِباء أعلمُ إنها غُصةٌ

وأشباح الدُجى صمتٌ يُؤنبني

فعلا بالبوح حُزني يُنادي أبكمٌ 

إسفر بِصبحٍ يحجبُ الحزنِ 

مالي أراك تأتي بِذكرى غاضبًا

أمَّ لك غير هذا السقيم من وطني

بالشوك تأتي غارسًا فوق الجرح 

جرحًا غزى مُستوطنًا بدني

ما كان لي في نجواك جدوى 

ولا نجوي نجا من الثمنِ 

لا ضحكةً على مبسمك رأيتُها

ولا بسمةٍ ترسم للآمال مُرتهنِ 

غير هذا الوهم محدوقًا بِزلتهِ

و وهمًا أبى للسعد يذكُرني

ليلٌ كسِردابٌ مسدودًا مداخلهُ

باليأس والأحزان بالتيه والعفنِ

وأنا السجين بأمااااالي وحيدًا

وخيبةُ الضن فيروزاً كاد يقتُلني

سجينًا طليق الفكر يتنفسُ كُربةً

عميقًا جرحهُ لا يقوى على المُزنِ

وحدي أنا والليل أستنير بِظُلمتهِ

نتبادل الأوجاع نؤنس الشجنِ 

نقرأ الحكايات سطرًا بِسطرا

ونأملها من أفواه الصباء الأفنِ

نجعل لهذا الصمت ضجيج صمتٍ 

أما البيوت نامت نومةٌ تُحرّقني

بسكونها نوم العليل بداخلها 

الجوع والأموات من زلةَ الوطنِ 

من عِناد الفقر والتعاسةُ تجتاحهم 

صمتًا صدىَ الأنين مُدويًا رطنِ

دعهم ودعني هنا ياليل وحدي 

دع لعنةٌ تُخلدُ في مدىَ الزمنِ 

وحدي أُفتّشُ الماضي بِذاكرةً

أُسارعُ باحثًا عن ذكرى تُؤنسني

لا ذكرى للماضي تبعثُ السلوى

ولا للحاظر أشغافٌ تُحركني

الكل مدفونًا تحت مأساتي 

فوق التفاهة داخل الوطنِ


#صفوان القاضي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

CINE E FEMEIA DIN MINE....Flori Gombos.

TOTUL O DILEMÃ, TOTUL RELATIV....Flori Gombos ..

Zivot je tren.... بقلم الأستاذة Barya Djurdjević Banda