بلاغة القرٱن الكريم.....بقلم الأستاذ فيصل النجار
بلاغة القرآن
الحلقة الثالثة
✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️
س:- ما الفرق بين "استطاعوا" وَ "اسطاعوا" في سورة الكهف؟
قال تعالى:-
(فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97))؟
ج:- هذان اللفظان فيهما اعجاز قرٱني وبلاغة وفصاحة نادرة؛
فكلمة (استطاعوا) تحتاج إلى جهد أكبر لثقب السد لأن السد الفاصل بين ياجوج وماجوج وبين القوم المستنجدين بذي القرنين كان مصنوعا باحكام ومن معادن متنوعة بدلالة قوله تعالى:-
(آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا)
الكهف (96
وهذا يدل على انهم مع تقدم الزمن وبقدرة الله سيثقوبون السد وسيظهرون في الأرض لكي يعثوا فيها فسادا وافسادا.
قال تعالى:- (قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا)
الكهف (98)
أما كلمة (اسطاعوا) فهي للصعود على ظهر السد للوصول الى أعلاهً فكان هذا الأمر مستحيلا للارتفاع الشاهق، ولان السد مصنوع من المعادن التي اذيبت بالنار ثم صبت فأصبحت ردما صلبا فولاذيا مصقولا املسا، ثم افرغ عليه قطرا لزجا يشبه الزيت ليمنع تصديته وتأكله و ليزيد من صعوبة الصعود عليه؛ وهذا يؤكد ان إحداث نقب في السد المصنوع من الحديد والنحاس اهون من الصعود على ظهره، والذي سيستغرق وقتاً أطول ومجهود أكبر.، ولن ينجحوا مهما حاولوا.
...........
المصادر :-
1- تفسير الشعراوي.
2- تفسير القرطبي
3- اعراب القرآن الكريم.
4- لمسات بيانية في القرآن
............
بـ✍️/ فيصل النجار
تعليقات