كأنها مقامة..سقطت من خرج الزمن......الأستاذ الكاتب حفيظ الياسري
كأنها مقامة،، سقطت من خُرج الزمن :
طال جدالنا و تشعب ، و كدنا نصل إلى تبادل العنف الجسدي ، ثم هدأنا عندما اقترح أحدنا أن نحتكم _ و كلنا معجب بالأدب _ إلى منارة العلم و حجة اللغة ، و المنافح عن الاتجاه القديم ، لفظا و معنًى و أصولا شعرية . عندما قرأنا عليه نصوصنا صمت دهرا و هو مطرق ، حتى ظننا أنه قد نام .
٠٠٠ ثم تنحنح ابن الأعرابيّ و مال، و جرد لسانه و قال: أما أنت، و أومأ إلي ، فشعرك مثل حريرة شعير ، نسي طابخها أن يضع فيها بعض ملح، إن حضرت البلاغة غاب المعنى ، و إن قبل المعنى غاب الإيقاع، و إن توافر هذا و ذاك و ذلك، كانت كخياطة غير مصنفة، لا تعرف أمدح هي أم هجاء أم رثاء..ألا ليت الله قد جعل عينيك سواء.
ثم التفت إلى مجاوري فقال : و أما أنت فمترنح، لا تثبث على شكل، و لا تكتفي بمحصول حقل. تأخذ من التليد قبضا ، و من الطريف بعضا، كطائر ضيع مشيه ، و فشل في قفوه .ألا فاثبث، ألا فاثبث، تحز سمة تميز، و تختر دون تحيز .
ثم أشار إلى ثالثنا فصرخ: قد عرفت مثالب سابقيك، لكن لا صلب يعضدك أو يقيك، قد اخترت و آثرت ، فنبذت الوزن و كسرت الرهن ، و جمعت بين الزيت و السمن، نصوصك متشابهة ، و حروفك متذاهبة، قد أغربت بدل الإشراق، و أشأمت بدل الإعراق.
قال السارد ، فخرجنا على عجل ، لا يقوى أحدنا على النظر إلى غريميه، نحث الخطى ، و نسرع في التواري ، كأن الجرم حقيق بالقصاص، رميا بالسهام أو بالرصاص .
تعليقات