قدوتنا...رسول الرحمة صلى الله عليه و سلم.....بقلم الأستاذ الكاتب عبد العزيز صالح الأسدي

 *قدوتنا.. رسول الرحمة والمحبة والسلام*

لقد مثل مجيء النبي الأعظم محمد صلى الله عليه واله وسلم نقلة نوعية في تاريخ ومسار البشرية.. وأضفى معان جديدة للمحبة والرحمة والإنسانية .. وأظهر قالبا جديداً لمصطلحات ما كانت تحمل من معانيها سوى رسوم حروفها وألفاظها كالحرية والحقوق والكرامة الإنسانية.. وأما السلام فهو من منطلق الحصر المفيد معنى مزيد الاهتمام فيما نص عليه الوحي مخاطبا له .. وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين .. فهو _أي السلام _ أحد أهم معاني الرحمة وأحد أبرز معالمها..

وقد مثلت حياته وتوجيهاته صلى الله عليه وسلم أنموذجا لا يرقى لمستواه أي نموذج آخر لما ينبغي أن تكون عليه البشرية وما يجب أن يسود العلاقات بين بني الإنسان من سلام وقبول بالآخر وتعايش معه.. والحفاظ على مظاهر ذلك التنوع كنظام إنساني حقيقي وواقعي صادر عن فهم دقيق للفطرة الإنسانية والوجود الإنساني ووظيفته على ظهر هذه البسيطة لا كمجرد لافتات للدعاية والترويج والتظاهر بمعاني النبل والرقي والتحضر..


شهدت حياته حروبا مع أعدائه مع كونه رسول رحمة وسلام للإنسانية المتخبطة في صنوف الضلال والظلم ومصادرة الآخر وكامل حقوقه  غير أن ما خاضها من معارك ضد الظلم والشرك وفي مواجهة صنوف الغطرسة والاستبعاد والاستعباد وانواع الظلم وغيرها من التصرفات المناقضة لفطرة الإنسان والمتصادمة مع حقيقة كنهه لم تكن تلك المعارك العسكرية بقصد التوسع وبسط النفوذ السياسي والانتفاع الاقتصادي .. بل كانت دوماً إما رداً على ظلم حاصل أو دفعا لاعتداء أو إظهارا لقوة الحق وردعا لمن تسول له نفسه المساس به..

وهو مع كل ذلك حريص على حقن الدماء والحفاظ على كل من لا علاقة له بالحرب بعيداً عن الحرب وآثارها ومخلفاتها


مستحسنا _ في الوقت نفسه_إنهاء حالة الحرب بحالة السلم لينعم الناس بالأمان على حياتهم وممتلكاتهم ويعشوا حالة الطمأنينة والسكينة كأصل ينبغي أن يدوم طويلاً وما سواه فحالة عابرة اعترضت الأصل ومصيرها الذهاب والافول .. أو كما يقولون سحابة صيف عما قريب تنقشع.. تلك الحالة إنما هي انعكاس على مرآة واقعه وحياته وتوجيهاته للصورة  التي يجب أن تكون عليها حياة البشرية المفترضة.. كيف لا وهو الذي تنزلت عليه توجيهات الله وهو في ذروة انتصاراته وأوج قوته وفي ذات الوقت الذي تنهار فيه قوى الباطل وتتساقط أمام انتصاراته راسمة في ذهنه واذهان أتباعه من بعده أن ما ينبغي أن يستمر هو الأصل الذي هو حالة السلام والطمأنينة  .. وإن جنحوا للسلم فاجنح لها .. 

وبالمجمل لم تكن حروبه عدائية بقدر ما هي إصلاحية لتكسير موانع إرساء السلام المفضي الى الطمأنينة والنماء والاستقرار.


نحن هذه الأيام نعيش  ذكرى لحظة اعظم واكبر حدث أثر في حياة البشرية أنها ذكرى *ميلاد الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه واله وسلم* وكدعاة للسلام ينبغي أن يكون رسول السلام والرحمة والمحبة لنا قدوة في دربنا نحو السلام

✍🏻عبدالعزيز صالح الاسدي


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

CINE E FEMEIA DIN MINE....Flori Gombos.

TOTUL O DILEMÃ, TOTUL RELATIV....Flori Gombos ..

Zivot je tren.... بقلم الأستاذة Barya Djurdjević Banda