أريج......بقلم الأستاذ الأديب أحمد أنعنيعة

 أريج..


سكتت طويلا وهي تحدق بي..وقهقه رعدها في بيداء العطش..فسألتني :هل في البلد ماء؟

كتبت على حافة ذاكرتها موشحات عاطفية بلا كلمات .. موشحات تحركت لها أغصان قلبي واستقر كلامي في فهمها .. فزارني طيفها يزرع الدفئ في أشواقي ..

بدأت معي حديثا طيبا في ديباجته يروي الغليل... زينته بحشو مفيد...ثم،قالت: 

الناس هنا لا يرون ولا يستمعون ..يعيشون غرباء في هذا العالم .. يتناولون هذه الأيام  المعالجات القطبية الباردة .. ينفخون في فقاعات الصابون .. يغيرون أمكنتهم في كل صوب وحين من أثر غلاء المعيشة .. وظلالهم تتموج باستمرار .. يتركون أحلامهم في مضاجعهم كل صباح ويخرجون .. 

فقلت لها :

مما لا شك فيه إن أغنيتك الجميلة لم ترق لهم .. الناس كلهم يبتسمون لك..لكن لا أحد منهم يرقص لها أو يصفق .. أو لا يرغبون في سماعها حتى.. فهل من أغنية أخرى ينشرح لها قلبهم وتبستم في وجههم السماء .. لعلهم يفرحون لها أكثر .. فهم يستحقون حبا عظيما يعطف عليهم .. إن الكثير منهم من مرضى كوفيد 19..

قالت : 

لا..لا أظن .. إني أستنشق زفراتهم القديمة .. نفس الجوع ونفس العطش في الداخل والخارج لسنوات طوال .. ومما لا شك فيه ، فإن أتعابهم تستمر بحضوري أو  دوني في النهار بأياد مفتوحة وفي الليل  بأياد مغلقة .. ربما قتلتهم أجواء الانتخابات .. 

فأجبتها : 

إنهم متعبون جدا .. غني لهم قليلا من الأغاني الشعبية .. التقطيها بين الصخور والغابات والشجر .. واجمعي أغصانها اليابسة ليدفأ في ليالي الشتاء قلبهم .. وتنام سناجبهم .. 


أحمد انعنيعة


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

CINE E FEMEIA DIN MINE....Flori Gombos.

TOTUL O DILEMÃ, TOTUL RELATIV....Flori Gombos ..

Zivot je tren.... بقلم الأستاذة Barya Djurdjević Banda