نشيد المدينة......بقلم الأستاذ و الشاعر مصطفى الضرس
نشيد المدينة !
المدينة تغني بؤسها ،
و تتدلى من هذه المشنقة القديمة ،
جثت المساكين ،
جثت العاطلين ،
جثت المذمنين ،
قوارب الموت ،
مواضيع سيئة !
صوتها يرتفع الى القمر ،
يعج بألف لعنة ،
بدون أوراق ،
بدون ثروة ،
إنه يخفي ألف حزن.
أسوار المدينة ساحرة ،
على حواجز الأبراج .
و لكن عندما يكون الموسم سيئا ،
لم تعد نفس الأغنية.
تحت جسر الإدمان ،
تتعكر المياه ،
ترتجف الأمهات الفقيرات بشدة ،
تتعقب أثار فلذات أكبادها ،
بين أزقة المدينة القديمة ،
أو في جنبات الأسوار .
ارتفعت الأصوات في بلدتي ،
تعوي خوفها في الليالي المظلمة ،
حين تولى بنات آوى زمام الأمور ،
جشع رغم قلة السنبلات ،
و جفاف الحقول .
النيران تلو النيران ،
في محارق النرجسية ،
أضاء المجانين الفضاء الأزرق ،
صرخاتهم ،
تطارد ذاكرة القرية المسلوبة.
على أسوار القرية ،
نسمع أغنية حزينة ،
يتردد صدى أحزانها ،
تحت أصابع العازفين.
لن تنسى المدينة مآسيها ،
لشائعات المقاهي الصغيرة ،
تحت كلمات الكذب ،
ملفوفة بأفيون السياسي.
تبدو المدينة سلمية للغاية ،
تحت عيون اللامبالاة .
يا إلهي ، هل هذا ممكن ،
لرؤية الكثير من الجشع الذي يتدفق هناك؟
الضرس مصطفى المغرب.
تعليقات