مشاعر جامدة.....بقلم الأستاذة الأديبة سهيلة محمد أمواج الدليمي
مشاعر جامدة
في يوم كئيب تشاجرت سمراء مع زوجها ،لأنه حسب قولها يتركها ساعات طويلة تحدث الجدران او ترسم بعض الالوان ،
على لوحة حياتها انتظرته ك عادتها طلبت منه أن يخصص لها يوما للخروج معه ، همست بهدوء الم أكن وسادتك ،
تأوه صعق فؤاده وهو يعلم انها تتألم لكن ما باليد حيلة ،
صقيع يملئ روحه الهزيلة، مسك يدها قبل جبينها كانت تختنق ...
هل هذه قبلة الوداع ام ماذا!!
هو يحتضر ك أوراق خريف جفت تنتظر السقوط في اي لحظة ....
هي ك عادتها ترسم جداول ربيع لتعيد بريقها من جديد،
قال بصوت يرتجف سأرحل الآن اعذريني، لأني قصرت معك لكن دون ارادتي، لمكان ربما أعود سريعا وربما سأتأخر عنك قليلا لكني احبك كثيرا ،اعلمي بأنني اقبل كل يوم خصلات شعرك، لأن عطرك هو الوحيد الذي عالق في روحي وذاكرتي
خرج مسرعا من منزله طلب من سائق الاجرة أن يأخذه على العنوان الموجود في الكارت ، بعد ساعة وصل إلى ذلك المكان
الذي طالما سمع عنه، واليوم هو ضيف جديد حل عليهم ا استقبله الطبيب المعالج واحدى الممرضات
توجهوا إلى غرفة الإشعاع استلم جرعته، هي لم تكن تعلم ما يدور حولها، هل كانت بعيدة عنه الم تلاحظ ما كان يشعر به،
من الم وانكسار وتعب ،لماذا تجمدت مشاعرها عنه ، كان تفكيرها محدود، برصد خيانته لها لأنه ابتعد قليلا عنها، لم تدقق بتفاصيله الصغيرة كان الأجدر أن تسأله وتشعر به ،
هي اتصلت بإحدى صديقاتها تطلب مساعدتها، أو تعطيها بعض الحلول لمصيبتها كما تدعي هي ،زوجها ابتعد عنها فجاءة ربما يفكر بأخرى ،هو في الجانب الآخر يتألم طلب من الممرضة
ورقة وقلم قال أن حدث شيئ لي اعطي هذه الورقة لزوجتي،
كانت يداه ترتعش فمنذ مدة وهو لا يأكل ولا ينام جسده متهالك ، دخل الطبيب المعالج وقال بارادتك تتغلب على المرض كن قويا يا رجل عرفتك قوي الإرادة
قال لم اعد قادر على الوقوف على أقدامي هل استطيع ان ابقى اليوم معكم مسك يده الطبيب، تغير علامات وجهه شعر باختناق، لم يكمل حديثه دق جرس الإنذار ، تسارع الأطباء إليه نبضه ضعيف توقف فجاءة أسرع الممرض بإحضار الجهاز الكهربائي ليصعق به قلبه لربما يعود نبضه للحياة هي شعرت باختناق، خرجت إلى ساحة الدار ،وهي تردد اللهم لا اسألك رد القضاء لكنني اسالك اللطف فيه
هو فارق الحياة هرولت الممرضة، لتتصل بأحد من هاتفه
أجابت زوجته ،من انت جهشت بالبكاء هل انت عشيقته.
قالت أنا ممرضة في مستشفى فلان تفضلي لاستلام جثة زوجك اغمى عليها ،
الممرضة الو الوو انقطع الاتصال
بعد عدة دقائق استعادت ذاكرتها ،وقالت هل كنت في حلم مزعج ام ما سمعته كان حقيقة ،خرجت تبحث سيارة أجرة
واتجهت نحو المستشفى للأمراض السرطانية، استقبلها الطبيب المعالج وشرح لها قصة كفاحه مع المرض انهارت
لانها هي من تخلت عنه وابتعدت مع خيالها المريض واوهامها
التي كانت بدون معنى ،بكت عليه دهرا لانها ظلمته تقدمت
الممرضة وسلمتها الأمانة ،كتب كل ما أملكه كتبته لك كي لايشاركك به أحد ليبقى دارنا حافل بالذكريات الجميلة، رغم قصرها ،اه يا حبيبتي ربما حروفي لا أستطيع لمها، لان يداي ترتعشان لكنك في وريدي تمكثين ليتني استطيع ضمك للمرة الأخيرة.......
انتهت
سهيلة محمد أمواج الدليمي
تعليقات