قصة قصيرة...الشاب الورع ....للكاتب مصطفى كاتب بلا قيود

 من زمن التسعينات..
جرت تلك الأيّام و ذلك الشاب الورع في الحيّ القديم كان ذا شأن و جمال يسكن البيت الكبير مع أمه و أخيه ، محمد الذي صمد في وجه المخاوف و إستمر على دربه و تلك الوحدة جعلته صلبا في وجه الحياة كان يدرس في قسم المتوسط ، شاب ذكي ناجح من الأوائل في صفه ، كان جماله يفتن كل البنات لكنه كان يتصرف بخشونة مع الجنس الآخر لأنّه كان ملتزم نشأ على تعاليم القرآن و على يد المشايخ لذلك لا يميل للبنات و يرى كل واحدة مثل أخته ، في نظر الآخرين معقد و البعض يراه ملتزم أكثر ممّا ينبغي .. لكن في أحد الصّدف قالت الأم : إنّنا ذاهبون إلى منزل خالك . هل ستذهب معنا يا محمد ؟
قال محمد : أذهب معكم .
ذهب محمد و أمه و أخيه لمنزل خاله ، و إذا بي محمد يدخل إلى منزل خاله و هو ينتابه الخجل ، أجل محمد كان خجولا جدا إتجاه أقربائه و لا يتحدث معهم بصعوبة ، وجد إبنة خاله و التي كانت تدرس في صف المتوسط لكنه يفوقها عمرا بسنتين ، مرة تلوى مرة بدأت تزيد إبنة خاله التي إسمها عبير إعجابه و تعلقه بها لأنّه كان يلعب و يدرس معها في منزلها وكانت عائلة البنت يتركانهما على راحتهما لا يمنعانهما من التواجد مع بعضهما البعض...
سنة و راء سنة بدأت تكبر علاقتهما و بدأت تتأمل عبير أنّ محمد هو فارس أحلامها و أنّها هي أميرته و لا أحد بإستطاعته تفرقتهما عن بعضهما ..
الشاب محمد في السنة الأخيرة من شهادة التعليم المتوسط كان يتردد لمنزل خالته و هذا المنزل كان عزيز عليه لأنّه الذكرى الأخير له من جدته بعدما توفيت.. قبل أن تتوفى جدته كان يذهب معها إلى منزل خالته فالجدة دائما ما تذهب هناك ، لكن شاءت الصدف أن يتعرف على إبنة خالته ( فوزية ) التي كان يفوقها بسنتين و نصف ، فوزية قصة طفولة مع الشاب محمد و في سنته الأخيرة من تعليمه المتوسط كان يتردد لمنزل خالته لكي يلتقي بي فوزية و يذهبا سويتا للمدرسة لكي يوصلها و تكون دائما تحت أنظاره ، هكذا تعلق محمد بفوزية و عبير لا ترى سواه ، لكن محمد في تلك السنة نجح بشهادة التعليم المتوسط و الشابتين رسبتا ...
عبير كانت تبكي لأنها لم تنجح بالشهادة و البكاء أكثر لأن محمد سيبتعد عنها ، تأثر محمد لما سمعه أنّ عبير متأثرة لأنها لم تنجح ، ذهب محمد إليها و طلب منها أن تجتهد و تكون معه في الثانوية ، طبعا كما أراد محمد و من أجلها لم يدرس سنته الأولى ثانوي لكي تنجح عبير و تكون معه في نفس القسم..
نجحت عبير و فوزية بشهادة المتوسط و كان كما خطط له محمد ، عبير تحقق حلمها فكانت مع محمد في سنتها الأولى و سعادة كبيرة تغمرها ...
في تلك السنة و قبل أن تنقضي أصاب محمد حادث و نجا منه بأعجوبة حادث بسيارته أخذ للمستشفى عاينه الأطباء وجدو أنه سليم لكن يوجد به جراح ليس خطيرة ، ذهب محمد للمنزل و زادت عليه الزيارات و من الصدف كانت عائلة عبير تزوره و عائلة فوزية في نفس الليلة.. و الأم مدركة بأن إبنها و قع بين البنتين و يجب الفصل و يقول من يريدها أن تكمل معه و تكون زوجته في المستقبل ، لأنّه جعل أمه في حيرة ..
في تلك الليلة ذهبت الأم للبنت عبير و سألتها سؤال ذكي لكي ترى مكانتها إذا تزوجت بإبنها ، قالت الأم : إذا تزوجتي محمد هل ستبقون معي ؟
أجابت عبير بدون تفكير " إذا تزوجت محمد لن أتركه لكي آخذه بعيدا عنك و لن تريه " ، هنا جنّ جنون الأم و بدأت تصرخ عليها كيف تجرئين على قول هذا في وجهي ؟ ألست عمتك و أي وجه هذا ؟
غضبت الأم من إبنة إخيها عبير و هاته الأخيرة لم تعبّرها حتى ، سمع محمد ما دار بين عبير و أمه و ساءت حالته و كظم غيضه و جعل نفسه لم يسمع..
مرّة وقت و تحسنت حال محمد و حينها قالت الأم : اليوم هو الفيصل من تختار.. هنا وقف محمد و قال : سأختار من تحترمك و لا تخالف رأيك فمن هي الأقرب إليك ، محمد كان يعرف أنّ فوزية الأقرب لأمه هي تحترمها زيادة على ذلك أخلاقها و تمسكها بالدين .. لذلك وقع الإختيار على فوزية و كان الحب في كل وقت يزيد و نار الشوق يزيد ..
هكذا أحب محمد حبيبته فوزية لأنّها ترضي أمه و لا تخالفها فكان النصيب و بلغ مراده على الطاعة .
قصة من تأليف / كاتب بلا قيود
خاصة / الرابطة القلمية الدولية للشعراء و الكتاب العرب
2021/07/14


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

CINE E FEMEIA DIN MINE....Flori Gombos.

TOTUL O DILEMÃ, TOTUL RELATIV....Flori Gombos ..

Zivot je tren.... بقلم الأستاذة Barya Djurdjević Banda