كيف لا أهواها....بقلم الشاعر عيسى أبو سرور

 جئت الشام أسأل كيف لا أهواها ..
أنظر إلى الجباه السمر ما أبهاها ...
سواعد بَنت رَسْمها وحمت بُناها...  
لا شيء في التاريخ يمحو سناها ...
مذ كانت والناس تستقرىء شفاها ...
عروس عبر التاريخ الكل يطلب يداها ...  
بها المجد يتلى في كل ليلة وضحاها ...
العز مَتْلُوٌّ مع الفجر فوق شفاه صباياها ..
والفخر ترانيم صبح كالوشم فوق رباها ...
في صفحاتها تجد ملاحمَ التاريخُ لا ينساها  ..
يا زائر الشام سلّم على عرصاتها ما أحلاها ...
من بردى اغرف واشرب سلسبيلا ما أصفاها  ..
الطير تشدو والبنادق ترد على صداها ...
كم صفقت النسور يأجنحتها فوق رباها....
سل قاصيون كيف من الشمس يحمي بهاها..
سل جنان الغوطة كم من زائر أشقاه هواها ..
من ندى الجباه تضمخت ففاح شذاها....
وإن تعجب فاعجب لأُسْدِها تؤوب لمن رماها ...  
هذه دمشق وشم فوق السواعد والله يحماها...
و جُلْ بالحميدية واقرأ السلام على من سَوَّاها ...
وفي الأموي صل وسلم على الصلاح وما حواها ..
و ادعُ للوليد وأبيه وعمر ومن للمجد علّاها ...
أنا المتيم يا دمشق فهل لي بلقياها...
أقسمت بالتين أن نؤوب لنقطف من جناها ..
ما عشتُ يبقى ٠في الصدر يغفو محياها...
أنا العربي الذي يهوى من يهواها ..
كل الركائب تزجى إليها لئلا يعبس ثراها...
على حد الظُّبا يراق الدم ليضحك محياها...
فانظر بعين عاشق تر البدر لحسنها تَوَشاها ...
في كل حيّ تجد قلوبا خُشَّعا  في مُصَلَّاها ...
واسمع بقلبك لدعاء دوّى في سماء مولاها ...
مباركة بأنبياء الله وروح القدس يغشاها...
واللهُ الواحدُ باركها ودعاءُ أحمدَ تَجَلَّاها ...
هي الشام لا ترى في الكون مثل بهاها ...
عيسى أبو سرور
٢/٦/٢٠٢١


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

CINE E FEMEIA DIN MINE....Flori Gombos.

TOTUL O DILEMÃ, TOTUL RELATIV....Flori Gombos ..

Zivot je tren.... بقلم الأستاذة Barya Djurdjević Banda