سخرية القدر....بقلم الشاعر المختار المختاري الزراتي
*سخرية القدر*
ضاع الواقع في الغبار
وطار الحبّ إلى عمق المرايا
ليغيب في زحمة الأحرف
على باب الخمّار
يا هذا الليل المحتار
أكمل جميلك وغنّي للكأس
بقايا من عاشوا في دفتر السمار
هذي أياما تركض جامحة
خلف نهايات اسطر الأنوار
ويحشر خلق الأحلام
في كلمات من نار...
وأنا انتهيت من ذكر الذكريات
وكررت كلّ زماني نثرا وأشعار...
وغدوت ببغاء حاضر
والماضي لم يشبع من حاضره
ومن أمس كدّس في دربه
الدمار تلو الدمار...
ضاع الواقع طار
مع لفح الغبار
ولم يبق في ثمالة الحلق
سوى صوت حزن مدرار
وصور لأيام لم تكتب سيرتها
على حجر من سواد شهب الأخبار
هذي بلاد كتمت حجتها
وبارحة خارطتها إلى سرير السمسار
وهذا أنا ومن صلّى على صراط الحبّ
نهيم في حضن القوافي
بمشيئة نبيذ الربّ
في ليل إعصار
وهذا حبري بحر جفّت مآقيه
فبكى بوتر
داعبت أحساسيه أنامل مقطوعة
بمنشار حاكم منشار
وهذا العمر كان ومازال وصار
وأكمل رسالته في خطوة
أو في زفرة عصفور سدد البصر
فانفتح في غفلة منه المنقار...
وسقط الرغيف في كفي غراب
صفق لبراءة العاشق الأهبل
ثمّ طار...
ضاع الواقع في الوقت
وما ضاع القلب
فالحبّ سيدة الروح
جمر يمشي عليه العاشق حافيا
ويبسم ساخرا من كلّ الأقدار.../...
10/06/2021
المختار المختاري 'الزاراتي'
تعليقات