ميرامار.....للشاعر الدكتور جهاد صباهي

 ميرامار
الشاعر الدكتور جهاد صباهي

يا نجمةً اختباَتْ في ضوءِ القمرْ
هجرتْ ليليْ منذ زمنْ
لا أدريْ
أهو قلبي النابضُ بحُبِكِ ساقني اليكِ
أم أنه القدرْ
أو هي دمعتي طرَقَتْ بابَكِ
تبحثُ عن شيءٍ فيكِ
يُعيدُ إليَّ ضيائيْ
ويملأُ كفيَّ بماءِ المطرْ
يُعيدُني عصفوراً ينسجُ في فضائِكِ
أحلاماً بوسعِ الكونْ
أطفأَ بريقَها ذاكَ
السفرْ
يُعيدُني شاعراً أتلمَّسُ على شفتيكِ انتمائيْ
أتبعُ رائحةَ عِطرَكِ
يُمسِكُ بيديْ
نسيرُ معاً على جسدِكِ النحيلْ
يأخذُني عِبرَ ذكرياتٍ منسيةٍ
تفتَّحت على أرضِكِ براعمَ
ورودٍ وأزهارْ  
ميرامارْ

لا تمشِ على الأرضِ بقدميكِ الحافيتينْ
أخافُ أن تحرُقَهَما شهوةُ اللقاءْ
 أو تعشَقُهما ذراتُ الترابْ
دعيني أحملُكِ في زجاجةِ عطريْ
أنثرُ عبيرَهُ على جسديْ
كلما اشتقتُ إليكِ
دعيني أحتفظَ بكِ لنفسيْ
دعيني أحتكرُ حبَّكِ بداخليْ
 أتجرعُ منه الشهدَ كلما شعرتُ بحاجتي إليكِ
دعيني أتجولُ بينَ أصابعِ قدميكِ
تفوحُ منها رائحةُ البساتينْ
أقطفُ الورودَ المتناثرةَ على أطرافِها
أُلونُها بشفتيَّ الحالمتينِ
أروي ظمأها برضابِ ثغريَ   
أعزفُ عليها ألحاناً تنسابُ لآلىءَ كحباتِ المطرْ
تستقرُ في أماكنَ سحرية
حيثُ أستجمعُ قوايَ
وألملمُ أجزاءَ جسدي المبعثرةَ
قبلَ أن يقودَني جنونُها
إلى ساقينِ ناعمتينِ
لاتُشبهُ سيقانَ النساءْ
وكأنها مزرعةٌ من ورودِ الجلنارْ
ميرامارْ
 
مازالت تراتيلُ العِشقِ تُرافقنيْ
وقد أسكرَها مفاتنُ الطريقْ
أعبُرُ إلى خصرِكِ النحيلْ
وكأنَّه مجرةٌ تجولُ في الفضاءْ
أنتظرُ صفاءَ السماءِ لأطوفَ حولَهُ
مع ملايينِ النجوم ِ
أحاولُ طردَها من مجالِكِ الفتّانْ
وأكونُ نجمَكِ الوحيدْ
أحيطُ به بكلتي يدّيْ
أراقصُهُ
أهمُسُ له عن سرّيَ الكبيرْ
بالسعيِّ إلى نهديكِ
أزينُهما بورودٍ قطفتُها من أصابعِ قدميكِ
وقبلاتٍ حارةٍ حملتُها من خصركِ إليكِ
 أشعرُ بالجنونِ وأنا أتنقلُ بين قممِها
لو أني أستقرُ بينهما
وأتجاهلُ جيدَكِ منتصباً كشجرةِ حورٍ يُنادينيْ
يُغريني بليلةٍ على ضوءِ القمرْ
أرسمُ عليه بحيرةً زرقاءَ أعومُ بها
أغرقُ فيها
تستنفرُ لإنقاذيْ
نجومٌ وأقمارْ
ميرامارْ

توقفتْ الموسيقى عن الدورانْ
صمتٌ رهيبْ
تجمدتْ كلُّ الأشياءْ
سحرٌ عجيبٌ يشدُني الى الأعلى
ويدايَ عالقتانِ في أماكنَ سحريةٍ مررتُ بها
وأنا أعرجً إلى وجهِكِ
أملأُ قلمي بأحرفٍ من قلبي لأبدأ بكتابةِ قصيدتي
ميرامارْ
حيث روعةُ المكانِ والزمانْ
حيث الأمانْ
حيث شفتاكِ المذهبتانْ
حيث عيناكِ الحالمتانْ
حيثُ شَعْرُكِ كالليلِ يحيطُ بوجهِ النهارْ
حيثُ وطنٌ طالما بحثتُ عنه
وحلمتُ بهِ
هناكْ
حيثُ ذابَ كلي في كليْ
وارتعشَ جسديْ
وفقدتُ عقليْ
ولم أعد أعرفُ أليلٌ أنا أم نهارْ
ميرامارْ
أليلٌ أنا أم نهارْ
ليلٌ أنا أم نهارْ

د . جهاد صباهي


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

CINE E FEMEIA DIN MINE....Flori Gombos.

TOTUL O DILEMÃ, TOTUL RELATIV....Flori Gombos ..

Zivot je tren.... بقلم الأستاذة Barya Djurdjević Banda