قصة قصيرة الطفلة أحلام و صاروخ الأوهام....للكاتب د عز الدين حسين أبو صفية

 قصة قصيرة  :::

حوار الطفلة أحلام وصاروخ الأوهام ...

إنها الحرب القذرة ضد الحجر والبشر وكل مظاهر الحياة والإنسانية ،  إنها الحرب الصهيونية على غزة وعلى أطفالها ،  إنها الحرب التدمرية التي تطال كل شيء .
خمسة أيام والطفلة أحلام لم تذق طعم النوم ؛  فاجبرها الضجر والخوف والإرهاق للاستلقاء على  فراشها أثناء ساعة الظهيرة ،  رغم اشتداد قصف الطائرات الحربية الصهيونية من نوع F16     فقد غفت عيناها.
اخترق صاروخ عملاق شباك غرفتها واستقر إلى جوارها ولم ينفجر ،  ظنت أحلام بأن والدها يضجع بجواره لينشر الدفء والأمان بين أضلعها وقلبها ؛  فمدت يدها تتحسس وجنتاه  فادركت بأن ما طالته يداها ليس بوجه أبيها ، بل هو شيء غريب وذو حرارة عالية ،  فالتفتت إليه وادركت بأن ما اقتحم عليها خلوتها هو قذيفة صاروخية عملاقة ولم تنفجر، فدار بينهما حوار ..
من أنت ؟
أنا صاروخ الأوهام.
ومن أين أتيت ؟
ألقى بيَّ ذاك الطيار المجرم بعد تلقيه أمراً من قائده العسكري بقصف هذا المنزل ؛  فقلت له المنزل مليء بالأطفال ،  فقال  : ابدأ بهم ،  فأصابني الحزن والخجل ،  وقررت ألا أنفجر،  حتى لا أتسبب بمقتل أيّ طفل .
تبسمت أحلام ودموع الذهول تنسكب من عيناها وهي تسأله ، ألست خجلاً يا صاروخ الأوهام من هذا السلوك الإرهابي ؟
والله أنا خجلان وحزين وندمان ويمزقني الوهم ،  فقررت  أن أستقر بجوارك عَلّي ألقى الراحة والهدوء بجوارك .
ألا تعلم لماذا لا تنفجر ؟
هي إرادة الله ورحمته ، ولعل تُجار الحروب الصهاينة يُخجلهم هذا الإجرام  .
ألا تعلم فيما لو انفجرت ماذا ستكون النتيجة  ؟
أعلم ،  تدمير المنزل بالكامل وقتل جميع من يتواجدون فيه .
أليس ذلك ظلم يا صاروخ الأوهام  ؟
إنه ظلم وجريمة ضد الإنسانية ؛  ولكن لي سؤال يا أحلام .
تفضل أسأل يا صاروخ الأوهام .
ماذا ستفعلون معي ؟
أنا لن أفعل معك كما يفعل الآخرون ويحولون تلك القذيفة لتضرب كبد بني صهيون .
ولكني سأحتفظ بك لتبقى ذكرى لجرائمهم ،  وسوف أرسم على صدرك حمامة السلام تحمل غصن الزيتون وعلم المحبة والأحلام  العلم الفلسطيني .
وأرسم وجه طفلٍ بريء  ويتبسم للأمل .
والله يا أحلام إني خجلان .

د. عز الدين حسين أبو صفية


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

CINE E FEMEIA DIN MINE....Flori Gombos.

TOTUL O DILEMÃ, TOTUL RELATIV....Flori Gombos ..

Zivot je tren.... بقلم الأستاذة Barya Djurdjević Banda