ليس بالموهبة فقط يصنع الفن* بقلم الشاعر إبراهيم العمر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ تتألم النفوس الحساسة أكثر من غيرها, وتشعر بالوجع بشكل مبالغ به, وتصرخ بشكل أقوى, وتكون لديها قدرة كبيرة على إظهار الفرح والبهجة والسرور, ويمكن للأعمال الفنية التي تتسرب أثناء الوجع, مهما كانت أشكالها, وأشكال القوالب التي تظهر بها, أن تكون في غاية الروعة والجمال. نحن, في الغالب, تأخذنا معايير الجمال, وتبهرنا اللمسات الفنية الأنيقة الراقية, ننبهر ونقف مأخوذين بحساسية المشاعر ورهافة التعابير وروعة التشابيه والتصاوير, وجمالية تداخل وتماذج الألوان والخطوط, ولا نفكر بكمية الألم والقهر والظلم, لا نفكر بدرجة الحرارة العالية التي تعرضت لها تلك الخامات التي أنتجت تلك الأعمال التي نقف قبالتها مشدوهين, وننسى نظرية التناقض والتوازن والإنسجام, ننسي الجانب الذي يتواجد في العتمة, ننسى الظروف القاسية التي أدت الى صهر تلك الخامات وقولبتها في تلك الأشكال, وقد نحسد الكاتب, أو الشاعر, أو الرسام, أو الفنان بشكل عام, بأنه موهوب, ونعزي جماليات الإنتاج الى الموهبة والعطاء الرباني الذي تميّز به إنسان, دون غيره. الظروف...